الاثنين، 28 يناير 2013

سفرٌ من نوعٍ آخر





في ذلك السفر الذي قطعته سيرًا على الأقدام ،كان سفرًا شاقًا وعندما أوشكتُ على الوصول إلى غايتي المنشودة إذ أجد طريقينِ أمامي أصابتني الحيرة أيُّهما سأسلك ؟! عند ذلك المكان بالتحديد وجدتُ رجلًا يرتدي معطفًا أسودًا يقفُ بجانب الطريق كأني أعرفه، لقد كان حائرًا مثلي لا يدري أيُّ الطريقين أصوب ! اقتربتُ وسألته أضللتَ الطريق مثلي ؟! قال مُكابرًا : لا فأنا انتظر قدوم شخصًا وعدني أنّا سنلتقي هُنا،أدرتُ وجهي لأبحث عن مكانِ ارتاحُ فيه ريثما يأتي من يُرشدني ،جلستُ تحت شجرة علّني ارتاح تحت ظِلِّها من وعثاء السفر .انتظرتُ كثيرًا ولم يأتي أحد أصابتني خيّبة أمل وأغمضتُ عيني لعلي أنام ٌ قليلًا لكنَّ ذهني مشغولٌ بطريقي المجهول ..وذاك المُكابر  مازال واقفًا ينتظر ويترّقب بَيِدَ أنه لا يمّل الإنتظار ! ويحه من ينتظر ؟! آلمني حاله جدًا خاطبته من مكاني :أشفقُ عليك ألا تمّلُ الوقوف ؟!فمن وعدكَ باللقاء لن يأتي،فمن يحبُّك لن يرضى على حالك هذا ،أجابني:هي تستحق ! ابتسمتُ وكتمتُ غصّة إنْ أبديتُهاكاد أن تفضحني ! التزمتُ الصمت وعيناي تُراقبه من بعيد :كأنه هو لكنَّ ملامحه تغيرتْ كثيرًا سألني وقال لي : وأنتِ إلى أين ستمضين قلت:حيثُ أجده لا يَهُمُّني الوطن الذي يسكنه لأنه هو وطني الذي أسعى إليه ! وأنا الآن حائرة أيُّ طريقِ سيأخذني إليه ؟! بادرني بسؤالٍ وقال : هل تظنيِنَ أن وطنك سيحتضِنُكِ ؟ ،قلتُ : أبَعد هذا المسير الشاق أتراه يخذُلِني ؟! مُحال!قال:وإنْ فعل؟!،قلتُ سأنعِي نفسي أمامه فما الأوطان إن نفاني وطني ؟! ابتسمَ ونظر إلي قال : ويحكِ مجنونة أنتِ لم تتغيري ،أصابتني الدهشة وقلبي يهمسُ لي إنه هو ،مدَّ يدهُ إليَّ وقال : أنا ضالتُكَ ! هلأ أكملنا مسيرة الحياةٍ سويًّا ،أخذتُ بيده ومضيتُ مع وطني إلى وطننا المنشود !.


ملاحظة : هذا بوحُ من عام 1430 هـ كان نسجُ خيالِ استخلصتُه من قصةٍ قرأتها في ذلك العام و راقتْ لأختي أمل عندما كنتُ اقرأ لها كتاباتي القديمة فهذه المرّة الأولى التي يُعجبها شيءٌ مما اكتبه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق