الجمعة، 8 فبراير 2013

الّلِيلُ




يُداعبني سكون الليل فيَهمسُ لي: لِما كلُّ هذا الهدوءِ ؟! أ لأنكِ في حضرتي ؟!
أيّها الليلُ تُشبهُنِي كثيرًا هادئٌ , ساكن ٌ,يكسوكَ النقاءُ والصفاءُ ويسكنكَ الطهرُ , لكنَّ قلّــة هم من يبصرونك , وهذا القمرُ في أحشائكَ نورهُ يُوحي إليّ بأنهُ مازالَ هُنَاكَ بَصْيصُ أمل مَهما اشتدَّتِ المصائبُ والكروبُ .
وتَبقَى يا ليلي مُلهمًا لأعذبِ الكلماتِ وأنْقَاها ! ظَلموكَ لمّا وصفوك بالكآبةِ والجمودِ ! واختاروا جانبَ الظلامِ منكَ والعتمةِ دليلًا على حزنهم ويأسهم ما علِموا أنَّ تأمُلكَ آية تُحيي النفوسْ !!
في كل مساءِ تلُوح لي نجومك بالرفعةِ وعلو الهمّةِ , عند حلولكَ  يُسكنُ كل شيءٍ ويعّمُّ  الهدوءُ الدنيا فيحْلو البوحُ لذا سأبوحُ لكَ يا ليلُ : كم هو مؤلمٌ فراقُ الأحبةِ وكم هي رؤيتهم بخيرِ تجلبُ السعادةً وأنَّ الأنسَ بالله لا تساويه لذّةْ .
أيا مظلمًا يُوحي بالجمال وساكنًا يحكي الكثير من الأحاديث والعِبر إني انتظرُ حلولك لأتلذّذ بالحديثِ معكَ !
أيا مسدلاً أستاره على الدنيا حتى عمّ السوادُ!  أمَا علِمت أحوال العِباد عند قدومكَ ؟! تلك أمُّ حرمها السُهادُ لذّةً النومِ فأخذتْ تتّرقبُ عودةَ ابنها الغائبِ ,وذلكَ عاشق خلا بحبيبته فبدأ يهيمُ بها عشقـــًا ويكتبُ في وصفها شعرًا , وآخرُ ضاقت به الدنيا فلم يجد مخرجًا إلا سجدةَ في رحاب الخالق  ينشده فرجًا فما إن رفع رأسه حتى أشرقت له الدنيا هدىً ونورًا ..
أيها الليل ! آياتٌ القرآن بوصفكَ تزخرُ, ووجودكَ فرصة للتأملِ,سبحانِ من أوجدكَ وجعلك آيــةً ً لمن يعتبرُ  ...