الخميس، 4 يوليو 2013

سوريا ..الشيخ الوقور

سوريا أضحت كشيخٍ وقور ترى في تقاسيم وجهه الصبر والحكمة .! تشرّب من واقعٍ مريرٍ أوشك على بلوغ السنة الثالثة وكأنها ثلاثة قرون .! وقفتُ على مشارفِ بابه وألقيتُ السلام ! استأذنته فأشار إلي بيده رغم الجموع الملّتفة حوله بالجلوس .! تأملتُ كل شيءٍ حولي ! لأبصر كل شيئًا حينها .! أيا سيدي هل تأذن لي بسؤال واحدٍ أجدُ بِه ضالتي ؟! قال : ولكن لا أظنك ستجدين ضالتكِ بإجابة عن سؤال واحدٍ فقط ففي عينيكِ أسئلة لا تُحصى .! هاكَ منِي سؤلي : ماذا حلّ بالشام ؟! سكن الشيخ الوقور ! وطال سكونه .! حتى اعتقدتُ أني لن أجد جوابًا .! وأنَّ عليَّ الرحيل من حيثُ أتيتْ . اعتذرتُ منه وهممتُ بالخروج .! إذ بصوته المبحوح المتحشرج بالبكاء يقول : انظري لحمص كيف غدت ؟! قلت : كلُّ لها ناظرٌ لكن قليلٌ مُبصرها .! أيا سيدي ما جئتكَ إلا لتخبرني ،فالعين لم تعد تُبصر سواها .! والروح هاجرت لتحيا بالموت هُنا .. قال سيدي : في حِمص رغم الحِصار والتنكيل نرى الإباء المجسدً فيهم.. نُبصر اليقين بالله في قلوبهم ، تُهديك عيون صغارهم الأمل رغم الألم .. وبقايا مآذن مسجد أبا الوليد تبكي جرحنا، عزَّ عليها حال المسلمين ، تواسي حرّاسها ، ترثي خالدًا ، وشهداء حمص الذين ساروا أُباة و أبطالًا كما سار خالدها .. وفي حلب زهرة الياسمين تنحني لطفلٍ أخافته أصوات القذائف والقنابل فبدأت تهمس له : اثبت واطمئن وكن ذا أمل ، فالله معك .. وأسألي الجامع الأموي ومنارته الشرقية عن حجم الدمار والعذاب وسيخبرك أن للعين ما ترى من دمار ،وأن نصر الله آتٍ ولو طال الظلام .! وإن عجزت عن سؤالهما فضعي يدك على أرض الشام وخاطبيها بــ: (ماذا حلَّ بالشام ؟!وكيف هي عزائم أهلها ؟! وكيف حالها صِغارها ونساءها ورجالها ؟! ) سترد : الشام لها ربٌّ يحميها وإن غطى سماؤها ظلام الطغاة فملائكة الرحمن مكلّفة بمحوه ،ودفاع رجالها عنها يكفيها .! وأما عزائم أهلها فعلّوها بقدرِ يقينهم بالله لذا هي عالية وإن اعتراهم اليأس أحيانًا لكن قلوبهم تدرك أن الله معهم دائمًا ..! وصغار الشام أمسوا والجوع ضيفهم الثقيل وأصبحوا كذلك .! أما النساء ..بالعفة اكتسين للأبد وإن حاولوا هتك أعراضهنَّ .. أما الرجال !! فهم على أرضها فقط .!