الاثنين، 30 يوليو 2012

إباءُ صديقتي
في بداية حديثها معي كان صوتها يثنيه شيء أو كأنها شخصٌ أطال البكاء .سألتها: هل هناك شيء؟ وكررتُ سؤالي مرتين فقالت: الحمد لله  كلنا بخير , أصبحنا نازحين يا منال !وأخي الطبيب أُخذ للجيش , أخوتي الأخرون ظلوا في حلب ليحرسوا منزلنا ونحن في مكان نزوحنا معنا أخي محمد ,رغم كل هذا ,شعرتُ أن صديقتي تتنفس العزّة ,حديثها كلــه قالته بلسانِ صادقِ واثقٍ بالله , لم أعهدها كذلك لم تتجرأ يومًا من بداية الثورة على الحديث عن الوضع في سوريا بشكلِ صريح ,كان جلّ كلامنا ألغاز حتى يطمئن كلانا الأخر. لكن هذه المرة رغم أن حياتها أصبحتْ مهدّدة بالخطر إلا أني أرى العزّة والإباء في كلامها ,حاولتُ أن اخفّف عنها فصارتْ هي التي تخفّف عني ,فقالت :ما ضاقتْ إلا لتُفرج ..
لله دركِ يا رفيقة ,نعم هي أوطاننا نضحي بأرواحنا من أجلها , هي نفوسنا لكي تسمو لابدَّ أن يبتليها الله حتى يرفع شأنها إذا صبرنا ,هي الــّلــُحُمـــةٌ والتكاتفُ من محصلات هذه الثورة ,يا رفيقة الدرب هوني عليكِ فما النصرٌ إلا صبر ساعة ..ومن يدري يا عزيزتي لعل لله يطلّع على قلوبكم فيغفر لكم جميعًا وينالكم شرفٌ وعزّة طول الزمان ..
حنين ..امنحيني من صبركِ ,عزتكِ, إبائكِ حتى أحظى بشرفِ  صحبتكِ..
يا رب قرّ عينيها برؤية بلادها عزيزة ِ, شامخة , تُعانق الحرية عما قريب ..اللهم انصر أهل الشام واشفِ صدور قومِ مؤمنين. واحفظ أحبتي وبلادِ حوتهم ..