الجمعة، 14 ديسمبر 2012

الحنينُ للغائبين مؤلم جدًا ،الشوق للراحلين يُدمي القلب ،لأنهم لم يكونوا أشخاصًا فقط بالنسبة لي ،هم خلال رحيلهم اختاروني محطةً ليرتاحوا عندها من وعثاء السفر في هذه الحياة .. أبي كان أول الراحلين ،رحلَ للأبد ،مضتْ سبعُ سنوات على وفاته ومازلتُ أهيمُ به عِشقًا ولا يحلو لي الحديثُ إلا عنه ،يلومونني كثيرًا عندما اتحدث عنه بكثرة زاعمين أني سأموت حزنًا ومن يدري لو ابيّضت عيناي من فرط حزني عليه ،أبي لم يكن شخص عاديًا ،أبي كان طهرًا يمشي على الأرض .أبتاه عهدي لكَ لن أُخلفه بإذن الله وكلِمتُكَ التي كنتَ تقولها لي كلما جئتُكَ باكية من كلمات المثبطين لي تجاه أحلامي وطموحي لم أنساها أبدًا .أبي.. أحبك بقدر حبِّ البشر لهذه الدنيا .. سبحان الله كانت إرادة المولى  أن رفيقة دربي رحلتْ في نفس السنة التي رحل فيها والدي .رحلتْ إلى بلدها رحلتْ بكثير من السعادةٍ وشيءٍ من الحزن سعيدة بعودتها إلى بلدها وحزينة لأنّا سنفترق ،رحلتْ وبعدها أصبحتْ إبتسامتي باهتة لأني اتصنّعها ،،ياااااه منذ زمن بعيد لم تبدو نواجذي .. حنين ..متى اللقاء حتى تزول الجِراح ،وتطيب الدنيا ونسقي تلك الفلّة التي زرعتِها لي في أرض الشام ؟! ونضحك سويًا على مواقفنا المضحكة التي تعمدنا فعلها في طفولتنا ؟!! آآه وما أكثر الراحلين ... وراحلٌ علمني رحيله الشيء الكثير ،ممتنّة له بالكثير ،ألهمني وألهب حرفي .كان مجبرًا على الرحيل !! ولا أظنُّ بأنّا سنلتقي يومًا ما ولكن أعلم أن ثمّة دعوةٌ يحبها كثيرًا ،سأظل أدعوها حتى تصير!!. أعتقد أني الآن فسرتُ للكثير لِمَا نظراتي حزينة ولِما أنا كتومة .. الحمد لله رضيتُ بقضاء الله وقدره بأن دأبي فيمن أحببتهم أن لا نجتمع أبدًا ومن يدري أُحرم منهم في الدنيا فأنالُ قربهم في الفردوس الأعلى .. ولن أنسى رحمةً الله بي إذ أوجد لي من ينتشلني من حزني ويحاول ذلك أمي، سارة،عذاري،ريم لم أنسى مواقفكنّ النبيلة معي ،صدقًا لن أنساها فأنا والنسيان أعداء....